رياضة

قصة ميدالية أولمبية.. فضية لوس أنجلوس تمنح محمد رشوان لقب فارس الأخلاق النبيلة

لكل ميدالية أولمبية حصدها نجوم الفراعنة في الألعاب المختلفة، قصة طويلة من الكفاح والمثابرة، خلال الطريق الطويل إلى منصة التتويج لرفع العلم المصري عالياً خفاقا في المحافل الدولية، وقصة اليوم عن الميدالية الفضية التي توج بها البطل المصري محمد رشوان لاعب الجودو في أولمبياد لوس أنجلوس.

ولد محمد على رشوان بالإسكندرية في مصر في 16 يناير عام 1956, بدأ رشوان علاقته بالرياضة بممارسة كرة السلة التي قادته لاحقا للعبة الجودو عندما شاهد صديقه يمارسها فقرر تجربتها ليبدأ اللعب في نادي الشبان المسيحيين في عمر الـ16 عاما تحت أنظار عبد المنعم الوحش ليظهر تفوقا بارعا في اللعبة في وقت قصير حيث نجح في حصد بطولة الإسكندرية بعد 6 أشهر فقط من بداية ممارسته اللعبة.

نجح  رشوان في حصد الميدالية الذهبية مع المنتخب الوطني في البطولة الإفريقية للوزن المفتوح عامي 1982 و1983، و إنضم رشوان إلى الرحلة المتجهة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس، حقق رشوان نتائج قوية أهلته للوصول إلى المباراة النهائية ليجد نفسه على موعد مع الياباني ياماشيتا بطل العالم وقتها ومتصدر المجموعة الأولى في البطولة الذي أصيب في وقت سابق من البطولة بقطع في الوتر الداخلي للركبة بالقدم اليمني.

علم محمد رشوان فى أثناء إجراء الاحماء قبل المباراة بموقف إصابة منافسه وقال رشوان في حوار تلفزيوني لاحق “كان بطل العالم ومحدش قدر يكسبه لكن واحنا بنسخن عرفت انه مصاب فرفضت اللعب على قدمه المصابة”.

فرصة ذهبية لمحمد رشوان لحصد الذهب قد لا تتكرر مرة أخرى، لكن في موقف انساني مفاجئ للجميع رفض رشوان استغلال إصابة ياماتشا أو اللعب على القدم المصابة للاعب الياباني ليتراجع رشوان عن توجيه الضربات والمسكات وفضل أن يخسر الذهبية بشرف على أن يفوز بالاستفادة من آلام الخصم، لينال رشوان الميدالية الفضية ومعها احترام العالم أجمع، حتى أن منظمة اليونسكو يوم المباراة أصدرت بيانا أشادت فيه بموقف رشوان ومنحته ميدالية الروح الرياضية وجائزة اللعب النظيف عام 1985.

في اللقاء الصحفي عقب نهاية المباراة سأل أحد الصحفيين البطل المصري عن سبب عدم توجيه الضربات واستغلال نقطة ضعف الخصم فرد رشوان ديني يمنعني من إيذائه .

كما قام الاتحاد الياباني للجودو بتكريم البطل المصري للروح الرياضية التي تحلى بها في المباراة النهائية ومنحته وسام الشمس المشرقة وهو أرفع الأوسمة اليابانية كما اختارته مجله لي ايكيب الفرنسية ضمن أفضل 6 لاعبين رياضيين عام 1984، وتم منحه جائزة بيير دي كوبريتان مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة.

وتم منح رشوان جائزة أحسن خلق رياضي في العالم من قبل اللجنة الأولمبية الدولية وتم تكريمه من قبل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بوسام الجمهورية.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى