دراسة: أمراض عمرها 50 ألف عام أدت لانقراض إنسان النياندرتال
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، عن تفاصيل أمراض معدية ظهرت في عصور ما قبل التاريخ، وأدت إلى انقراض إنسان النياندرتال وأثرت على الإنسان في العصر الحالي.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أنه قبل أكثر من عقد من الزمان، وصف عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي جيمس سي سكوت الأمراض المعدية بأنها أعلى صمت في السجل الأثري في عصور ما قبل التاريخ، موضحا أن الأوبئة دمرت المجتمعات البشرية في الماضي البعيد وغيرت مسار التاريخ، لكن سكوت أعرب عن أسفه لأن القطع الأثرية التي تركتها وراءها لا تكشف شيئًا عنها.
وأوضحت الصحيفة، أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، تم تحطيم حاجز الصمت من خلال الأبحاث الرائدة التي تحلل الحمض النووي الميكروبي المستخرج من الهياكل العظمية البشرية القديمة جدًا، وكان أحدث مثال على ذلك هو دراسة رائدة حددت ثلاثة فيروسات في عظام إنسان نياندرتال عمرها 50 ألف عام، ولا تزال مسببات الأمراض هذه تصيب الإنسان المعاصر، وهى: الفيروسات الغدية، والفيروسات الهربسية، وفيروس الورم الحليمى، التى تسبب نزلات البرد، والقروح الباردة، والثآليل التناسلية، والسرطان، على التوالى، وقد يساعدنا هذا الاكتشاف في حل اللغز الأعظم في العصر الحجري القديم: “ما الذي تسبب في انقراض إنسان النياندرتال؟”.
وتابعت الصحيفة: “لقد أعطتنا التطورات الحديثة في التكنولوجيا المستخدمة لاستخراج وتحليل الحمض النووي القديم رؤى مذهلة حول العالم القديم، وباستثناء السفر عبر الزمن، فمن الصعب أن نتصور تكنولوجيا قادرة على إحداث تغيير عميق في فهمنا لعصور ما قبل التاريخ، وجاءت التطورات الرئيسية الأولى في ثورة الحمض النووي القديمة من المادة الوراثية البشرية”.
وكشفت دراسة حللت الحمض النووي من مواقع الدفن في جميع أنحاء بريطانيا أن ستونهنج تم بناؤه من قبل مزارعين ذوي شعر داكن وبشرة زيتونية ينحدرون من تركيا الحديثة، وأن أحفادهم ماتوا بعد بضعة قرون من ظهور المغليث، وعندما قام فريق بقيادة سفانتي بابو الحائز على جائزة نوبل بتسلسل جينوم النياندرتال، أدركوا أن الإنسان الحديث من أصول أوروبية أو آسيوية أو أمريكية أصلية ورث حوالي 2% من جيناته من إنسان النياندرتال.
وأضافت الدراسة: “بعد ذلك، أثناء الوباء، أصبح من الواضح أن العديد من متغيرات جينات النياندرتال الشائعة بشكل خاص بين سكان جنوب آسيا أثرت على الاستجابة المناعية لفيروس كورونا الجديد، مما يجعل حامليه أكثر عرضة للإصابة بالمرض الشديد والموت، ومن الغريب الاعتقاد بأن اللقاءات بين الأنواع التي حدثت منذ عشرات الآلاف من السنين تؤثر على صحة الأشخاص الذين هم على قيد الحياة اليوم”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .